الزلازل ظلَّ المفهوم العلمي للزلزال وكيفية حدوثه وأسبابه أمراً غامضاً حتى بدايات القرن العشرين، وذلك لحين ظهور ما يُعرف بعلم الزلازل (بالإنجليزية: seismology) الذي استطاع تقديم إجابات لكل الأسئلة المُبهمة التي تتعلق بهذه الظاهرة، ويُعرف الزلزال (بالإنجليزية: Earthquake) بأنه عبارة عن حدوث أي اهتزاز مفاجئ للأرض بسبب مرور موجات زالزالية عبر الصفائح الصخرية الموجودة تحت سطح الأرض عند تحركها، حيث ينتج عن هذه الحركة كمية كبيرة من الطاقة تتسبب بإنتاج تلك الموجات المُدمرة، وشَهِد كوكب الأرض العديد من الزلازل التي حدثت عبر مر التاريخ وفي أنحاء متنوعة منها، فيرى خبراء الجيولوجيا بأنه لا يوجد مكان على سطح الأرض غير مُعرض لخطر حدوث الزلازل، ولكن هذه الأخطار تتفاوت بشدّتها، إذ تحدث الآلاف من الزلازل كل يوم، ولكن بعضاً منها يكون تأثيره بسيطاً جداً في حين قد يكون بعضها الآخر مُدمراً وذو قوة هائلة قد تؤدي إلى مقتل الأشخاص، وتدمير الممتلكات والبُنى التحتية، وتشير الإحصائيات إلى أن الزلازل أدّت إلى مصرع ما يزيد عن مليون شخص في القرن العشرين لوحده.[١][٢] للتعرف أكثر على أنواع الزلازل يمكنك قراءة المقال انواع الزلازل كيفية حدوث الزلازل تُشكل الزلازل خطراً كبيراً وداهماً على البشرية إلا أنها تُعد إحدى الظواهر الطبيعية الجيولوجية الأساسية، إذ أنها طريقة لتخفيف ما يُعرف بالإجهاد عبر سطح الأرض، ويحدث الزلزال نتيجة لتحرُك ما يُعرف بالصفائح التكتونية (بالإنجليزية: Tectonic plates) المُكونة للقشرة الأرضية، وينتج عن هذه الحركة كمية من الطاقة المُفاجئة التي ينشأ عنها حدوث موجات زلزالية تتسبب باهتزاز سطح الكرة الأرضية، فعند اصطدام لوحين من الصفائح التكتونية ببعضهما البعض فإن نوعاً من التصادُم والدفع المُعاكس يحدث فيما بينهما فيما تبقى الصفائح نفسها ثابتة بدون حركة، ونتيجة للضغط المُتولد من هذا الدفع فإن جزءاً من الصخور المُكونة لهذه الصفائح يبدأ بالانهيار لينتج عنه ما يُعرف بالزلزال، وتبدأ الصفائح التكتونية بالحركة أثناء حدوث الزلزال وبعده، ويُعرف ذلك الجزء الموجود تحت الأرض والذي حدث عنده انهيار الصخور بمركز الزلزال (بالإنجليزية: Focus of the earthquake)، فيما يُطلق على المنطقة المقابلة لها فوق سطح الأرض ببؤرة الزلزال (بالإنجليزية: Epicenter of the earthquake).[٣][٤] ولا تُعتبر الانهيارات الصخرية التي تحدث نتيجة لاصطدام الصفائح التكتونية ببعضها البعض السبب الوحيد لحدوث الزلازل، حيث أن مثل هذه الانهيارات قد يحدث بفعل البشر أثناء إنشاء بعض الأعمال كحفر الأنفاق الخاصة بالطرق أو السكك الحديدية أو حتى نتيجة لتفجير الألغام أثناء القيام بمثل هذه الأعمال، وقد تحدث هذه الانهيارات الصخرية نتيجة لانهيار المناجم المحفورة في باطن الأرض، وعلى الرغم من أن مثل هذه الأنشطة البشرية قد ينتج عنها موجات زلزالية غير محسوسة إلا أن بعض الأنشطة الأخرى قد تكون ذات أثر كبير وهائل مُشابه لتلك الزلازل الطبيعية الكبيرة، مثل إجراء الاختبارات العسكرية للبعض الأسلحة النووية كالقنابل في باطن الأرض، وقد تم حظر إجراء مثل تلك التجارب نتيجة لأخطارها الجسيمة التي لا بدّ وأن ينتج عنها حدوث موجات زلزالية كبيرة.[٤] أنواع وخصائص الأمواج الزلزالية تُعتبر الموجات الزلزالية موجات تقوم بنقل الطاقة من مكان إلى آخر شأنها في ذلك شأن جميع أنواع الموجات الأخرى، وتتفاوت أنواع الموجات الزلزالية في أنواعها وخصائصها، فبعض منها يُعرف بموجات أولية (بالإنجليزية: primary) تمتاز بسرعة وصولها ويُشار لها بالاختصار (P)، فيما يُعرف بعضها الآخر بموجات ثانوية (بالإنجليزية: Secondary) يُشار لها بالاختصار (S) وهي موجات بطيئة، وقد يتم الجمع بين هذين النوعين من الموجات لينتج عنهما ما يُعرف بالموجات السطحية التي يكون لها أثر كبير في إحداث الأضرار التي تنتج عن الزلازل كهدم المباني،[٥] ويوضح الجدول الآتي أنواع الموجات الزلزالية وخصائص كل منها:[٦] نوع الموجة سرعتها خصائصها الموجات الأولية P (بالإنجليزية: Primary) أو الموجات الطولية 5-7 كم /الثانية عبر قشرة الأرض. 1.5 كم /الثانية عبر الماء. 0.3 كم /الثانية عبر الهواء. موجات سريعة لذا فإنها أول أنواع الموجات التي يتم رصدها عبر أجهزة رصد الزلازل تنتقل بشكل أسرع عبر المواد، ولها القدرة على التنقل في الأوساط الصلبة السائلة والغازية تكون الموجات الأولية أصغر من الموجات السطحية، وذات ترددات أعلى من الموجات السطحية. تصل إلى سطح الأرض بشكل عمودي، حيث تنتقل على شكل تضاغطي. تُعرف أيضاً باسم موجات الضغط (بالإنجليزية:Pressure). الموجات الثانوية S (بالإنجليزية: Shear) أو المستعرضة 4-3 كم /الثانية عبر قشرة الأرض. أقل من 4.5 كم/الثانية في غلاف الأرض. 3-2.5 كم /الثانية عبر النواة الداخلية للأرض. تنتقل بشكل أبطأ من الموجات الأولية لذا فإنها تصل بعدها. لا تمتلك إمكانية التنقل عبر الأوساط السائلة، لذا فإنها لا تتواجد في اللب الخارجي للأرض حيث يكون معدن الحديد بحالته السائلة وحيث تكون الصخور مُنصهرة. تنتقل بحركات عرضية مُترددة ومُتناوبة. موجات لوف (بالإنجليزية: Love) 4.5-2 كم /الثانية عبر الأرض، وذلك تبعاً لتردد انتشار الموجات. تُعتبر نوعاً من أنواع الموجات السطحية. تعتمد سرعة الموجة وعمقها على ترددها، لذا فإنها موجات مُشتتة. تنتقل بشكل موازٍ لسطح الأرض، وحركتها أفقية مستعرضة. تُعرف أيضاً باسم الموجات الطويلة (بالإنجليزية: Long waves). موجات رايلي (بالإنجليزية: Rayleigh) 4.5-2 كم/ثانية تُعتبر نوعاً آخر من أنواع الموجات السطحية. تتوزع هذه الموجات بشكل إهليلجي. تقل سعتها مع ازدياد عمق الأرض. تنتقل بشكل أبطأ من موجات لوف. يعتمد عمقها على ترددها. مقاييس قوة الزلازل يتم قياس الاهتزازات الناتجة عن الزلازل من خلال ما يُعرف بمرسمة الزلازل أو السيزموجراف (بالإنجليزية: Seismogram)، حيث يسجل هذا الجهاز رسماً بيانياً ناتج عن الاهتزازات التي تتسبب بها الموجات الزلزالية المنتقلة عبر الأرض،[٧] ويوجد العديد من المقاييس التي يُمكن من خلالها قياس قوة الزلازل، وهي كالآتي:[٨] مقياس ريختر: يعتمد مقياس ريختر (بالإنجليزية: Richter magnitude) نظاماً رقمياً قائماً على الأساس اللوغاريتمي، فزيادة قدرها درجة واحدة على مقياس ريختر تُشير إلى زيادة مقدارها عشرة أضعاف في السعة الأمواج الناتجة عن الدرجة التي قبلها، فحدوث زلزال شدته خمسة درجات على مقياس ريختر يعني نشوء قوة زلزالية أكبر بعشرة مرات من الزلزال الذي تبلغ قوته أربعة درجات على نفس المقياس، ويعمل مقياس ريختر على مبدأ قياس سعة الأمواج الزلزالية التي تنتج عن حركة الأرض بالإضافة إلى استخدام المعلومات التي يُعطيها جهاز السيزموغراف. مقياس درجة العزم: يعتمد مقياس درجة العزم (بالإنجليزية: Moment magnitude) على قياس قوة الزلزال من حيث كمية الطاقة التي صدرت منه، وكما هو الحال في مقياس ريختر فإن مقياس درجة العزم يستند على نظام رقمي لوغاريتمي يزيد 32 ضعف من كمية الطاقة المُنبعثة عند كل درجة عن سابقتها. مقياس ميركالي: يتم استخدام مقياس ميركالي (بالإنجليزية: Mercalli intensity scale) لدراسة شدة ما تحدثه الزلازل من تأثيرات التي قد تحدث مُستقبلاً، وبالاعتماد على للعديد من الأمور المختلفة كالطبيعة الجيولوجية للمناطق، وطريقة تصميم المباني الموجودة فيها، والزالزل السابقة التي حدثت في المنطقة ومقدار الأضرار التي تسببت بها. وتختلف الأضرار التي تنتج عن الزلازل تبعاً لاختلاف قوتها على مقياس الزلازل، وكالآتي: [٩] أقل من 2.5 درجة: يكون الزلزال الذي تبلغ قوته 2.5 درجة أو أقل عديم التأثير وغير محسوس من قِبل البشر، ولكن قد يتم رصده بواسطة جهاز قياس الزلازل، ويحدث هذا النوع من الزلازل بشكل كبير عبر الأرض، حيث يحدث ما يُقارب 900 ألف زلزال سنوياً تكون قوته أقل من 2.5 درجة. 2.5 إلى 5.4 درجات: يؤدي حدوث زالزل تقع قوته ضمن هذا النطاق من الدرجات إلى الإحساس به في الكثير من الأحيان، لكنها لا يتسبب سوى بأضرار بسيطة، ويبلغ عدد الزلالزل التي تكون قوتها محصورة ضمن هذا النطاق 30 ألف زلزال في العام الواحد. 5.5 إلى 6 درجات: يحدث ما يُقارب 500 زلزال تبلغ قوته ما بين 5.5 إلى 6 درجات كل عام، لكن هذه الزالزل تُلحق أضراراً غير كبيرة بالمباني والمنشآت. 6.1 إلى 6.9 درجات: يتسبب ما يُقارب 100 زلزال تكون قوتها ما بين 6.1 إلى 6.9 درجات تحدث بشكل سنوي بالعديد من الأضرار بالمناطق التي تشهد ازدحاماً سكانياً. 7 إلى 7.9 درجات: يتسبب الزلزال بأضرار جسيمة وبالغة إذا كانت شدته على المقياس محصورة بين 7 إلى 7.9 درجات، ويحدث حوالي عشرين زلزال كل عام تكون قوتها واقعة ضمن هذا النطاق من الدرجات. أكثر من 8 درجات: يحدث هذا النوع من الزلازل مرة واحدة في العقد أو نصف العقد من الزمان، حيث يتسبب حدوثه بدمار شامل لكل المناطق القريبة من مركزه. المخاطر الناجمة عن الزلازل يوجد العديد من المخاطر التي قد يتسبب بها حدوث الزلازل، ومن هذه المخاطر ما يأتي:[١٠] الهزات الأرضية: تُعتبر الهزات الأرضية (بالإنجليزية: Ground Shaking) أكثر الآثار التي تترافق مع حدوث الزلازل، فهي تنشأ نتيجة لتحرُك الأمواج الزلزالية عبر سطح الأرض، وتختلف شدة تأثير الهزات الأرضية تبعاً لمدتها، حيث أنه وفي الهزات الأرضية التي تستمر لفترة طويلة نسبياً تتعرض المباني والمنشآت للدمار والخراب فضلاً عن إيقاف مظاهر الحياة العامة من التنقل وغيرها، وذلك كما حدث في زلزال ألاسكا الذي وقع في العام 1946م حيث استمرت الهزات الأرضية الناتجة عن ذلك الزلزال إلى فترة سبعة دقائق متواصلة، وعلى الطرف الآخر قد تكون بعض من الهزات الأرضية خفيفة في الزلازل ذات القوة البسيطة. التمزقات الأرضية: تؤدي الزلازل إحداث كسر وصدوع وشقوق على سطح الأرض وهذ ما يسمى بالشقوق الأرضية أو التمزقات الأرضية (بالإنجليزية: Ground Rupture)، ويُعتبر حدوث التمزُق الأرضي بشكل ظاهر وكبير أمراً نادراً إلا أن حدوثه يؤدي إلى العديد من الأضرار بالبُنية التحتية للمناطق التي يحدث بها، وتدمير الأنفاق والقنوات المائية، والطرق وخطوط السكك الحديدية وخطوط الأنابيب الموجودة في الأرض. الانهيارات الأرضية: تحدث الانهيارات الأرضية (بالإنجليزية: Landslides) نتيجة لآثار جانبية أخرى للزلازل كالتمزقات الأرضية أو الهزات الأرضية، وقد تؤدي الانهيارات الأرضية إلى انهيار المنحدرات غير المُستقرة وتدمير الممتلكات والمباني وقطع الطرق وخطوط السكك الحديدية، أو حتى قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمباني الموجودة على التلال التي قد تتعرض للانهيار. التسونامي: يؤدي حدوث الزلازل في قيعان البحار والمحيطات إلى حدوث ما يُعرف بأمواج تسونامي (بالإنجليزية: Tsunamis) التي تنشأ بفعل سلسلة من الموجات المائية التي تنتج عند حدوث الزلزال، وتُعتبر الأمواج التسونامية خطراً مُحدقاً على العالم أجمع وبالأخص تلك المناطق التي تقع حول حوض المحيط الهادئ، حيث أن تلك الأمواج تستطيع التنقل بسرعات كبيرة جداً تصل إلى ما يزيد عن 700 كم في الساعة الواحدة لتصل إلى مسافات بعيدة خلال وقت قصير، وعند وصولها إلى المناطق الساحلية فإن ارتفاعها قد يصل إلى ما يزيد عن 27 متراً. الحرائق: وهي من الأضرار الرئيسية لحدوث الزلازل، حيث أن وقوع الزلازل قد يؤدي إلى تدمير أنابيب الغاز الطبيعي مما قد يُسهم في نشوب الحرائق فضلاً عن هدم خطوط الكهرباء وسكب المواد القابلة للاشتعال وغيرها من الأمور التي قد يحدثها الزلزال وتتسبب في نشوب الحرائق، كما أن الزلالزل تهدم أنابيب المياه وغيرها من الامور التي قد تعيق جهود السيطرة على الحرائق المُشتعلة. الإضرار بالتربة: يُمكن أن يؤدي حدوث الزلازل إلى ما يُعرف بتسيُل التربة الذي ينتج من تشبُع التربة بالمياه، مما يؤدي إلى إفقادها لصلابتها، كما قد تتسبب الزلازل بإنطلاق كميات من المياه الجوفية إلى سطح الأرض لينتج عنه تشكل الوحل والمياه المُختلطة بالأتربة ووصولها إلى المباني والطرق والبنية التحتية. المناطق الأكثر عرضة للزلازل تُعتبر المناطق الواقعة على طول ما يُعرف بخط الصدع أو الفالق أكثر المناطق المُعرضة لخطر وقوع الزلازل فيها، فهذه المناطق تقع على حدود ما يُعرف بالصفائح التكتونية الموجودة في الأرض، حيث يؤدي تحرُك تلك الصفائح باتجاه بعضها البعض أو بعيداً عن بعضها البعض إلى حدوث الزلازل، لذا فإن نسبة تسعون بالمئة من الزلازل الكبيرة تقع في تلك المناطق تحديداً، فيما تُعتبر المناطق البعيدة عن مكان وجود حدود تلك الصفائح أقل عرضة لحدوث مثل هذه الزلازل الكبيرة والمؤثرة، ويُطلق مُصطلح الزلزالية (بالإنجليزية: Seismicity) للإشارة إلى ترددات الزلازل وتوزيعها عبر الأرض، حيث يتم تقسيم الزلازل التي تحدث عند منطقة خط الصدع إلى زلازل ذات أعماق بؤرية أقل من 70 كم وزلازل ذات أعماق بؤرية تترواح بين 75 كم إلى 700 كم.[١١][٧] الحد من مخاطر الزلازل لا تُعد الزلازل بحد ذاتها خطراً يُهدد حياة الإنسان ويُعرضها للهلاك وذلك حَسبَما يراه العلماء، حيث أنهم يرون بأن المباني والمنشآت غير المُعدة والمُجهزة بشكل جيد هي المسؤولة عن قتل البشر أثناء انهياراها عند حدوث الزلازل، فعندما تحدث الزلازل في مناطق نائية فإنها نادراً ما تُخلف أي ضحايا بشرية نتيجة لحدوثها، وسنّت بعض المناطق التي تشهد أراضيها نشاطاً زلزالياً كبيراً قوانين تُحتم على تصميم المباني والهياكل بطريقة مُقاومة للزلازل بشكل كبير، وتُعتبر ولاية كاليفورنيا من المناطق اتبعت مثل هذا الأمر الذي أثبت أنه ذو نجاعة شبه دائمة في الحد من تأثير الزلازل وخطرها، فبعد انتهاج هذه السياسة في بناء المباني والمنشآت حدث زلزال بقوة 7.1 على مقياس ريختر في كاليفورنيا وقد أدّى إلى مصرع أربعين شخصاً مات معظمم في انهيار طريق سريع، وفي المقابل فإن زلزال قوته 6.9 درجة وقع في أرمينيا التي لا تمتلك أي قوانين تُنظم عملية بناء أبنية وهياكل مقاومة للزلالزل أدّى إلى مصرع ما يُقارب 2500 شخص.[٧] كيفية التصرف أثناء وقوع الزلازل تختلف الطرق الصحيحة التي يجب اتباعها أثناء حدوث الزلازل للوقاية منها تبعاً لمكان وجود الشخص، كما يأتي:[١٢] في حال وجود الشخص في الداخل أثناء حدوث الزلزال: البقاء في داخل المبنى حتى يتوقف الاهتزاز ويُصبح الخروج إلى الخارج آمناً. الابتعاد عن أي شيء قد يسقط أثناء حدوث الزلزال كأدوات الإنارة أو حتى الأثاث. الابتعاد عن النوافذ والأبواب والزجاج والجدران الخارجية. الاحتماء بالاختباء تحت طاولة قوية أو أي قطعة أثاث أخرى، ومحاولة التمسك بهذه القطعة لحين انتهاء الهزة الأرضية الناجمة عن الزلزال، وفي حال عدم توفر أي من هذه الأدوات فيجب تغطية الوجه والرأس بالذراعين ومحاولة وضع الرأس في أحد الزوايا الداخلية من المبنى. البقاء داخل سرير النوم في حالة وقوع الزلزال مع الحرص على تغطية الرأس بالوسادة، إلا إذا كان موقع السرير مُعرضاً لسقوط أي من الأدوات الموجودة بالقرب منه أو فوقه. تجنُب استخدام المداخل خاصة تلك التي تكون غير قوية بما يكفي لتوفر حماية للأشخاص من الزلازل، ويجب عدم استخدام المصاعد أثناء الزلازل. الانتباه إلى خطر انفجار الكهرباء وأنظمة اطفاء الحريق التي قد تعمل عند حدوث الزلازل. في حال وجود الشخص في الخارج أثناء حدوث الزلزال: البقاء في مكان وجود الشخص أثناء وقوع الزلزال. الابتعاد عن الشوارع والمباني والأمكان التي تحتوي على أسلاك كهربائية. الابتعاد عن الجدران الخارجية للمباني ومخارجها، حيث تُعد هذه الأماكن ذات خطر كبير على من هم موجودون في الخارج. في حال وجود الشخص في السيارة أثناء حدوث الزلزال: التوقف عن القيادة بأسرع ما يُمكن. تلافي التوقُف أسفل المباني أو الجسور أو الأشجار أو أسفل مكان وجود الأسلاك. متابعة القيادة في حال توقف الزلزال مع مراعاة تجنُب الطرق والجسور أو حتى المُنحدرات التي قد تكون تعرضت للخراب جراء حدوث الزلزال. في حال حوصر الشخص تحت الأنقاض أثناء حدوث الزلزال: تجنُب الحركة بشكل كبير لعدم نثر الغبار في المكان. تغطية الفم بقطعة من الملابس أو بواسطة منديل. محاولة النقر على جدار أو أنبوب موجود في الأنقاض، وذلك لكي يتمكن رجال الإنقاذ من تحديد مكان الشخص، أو استخدام صافرة في حال توفرها، وإبقاء خيار الصراخ كحل أخير كونه يُمكن أن يتسبب باستنشاق كميات كبيرة من الغبار. فيديو الزلازل لا تقتل الناس ! نعم هذه حقيقة، فهي بحد ذاتها بريئة من قتل الناس.
ما الفيضانات؟
الفيضان الفيضانُ هو زيادة مُفاجِئة في منسوب المياه في مكان ما تُؤدّي إلى غمر الأرض اليابسة بالمياه في مكانٍ كان بما سبقَ أرضاً جافة، أو يكونُ في الغالب موقعاً جافّاً. وتحدث الفيضانات بالعادة عند المناطق المُجاورة أو المُحاطة بالمُسطّحات المائيّة؛ كالبحار، والأنهار، والبُحيرات، والمُحيطات، وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه في تلك المُسطّحات، أو حُدوث اضطراباتٍ طبيعيّة أو صناعيّة تدفعُ الماء خارج نطاقِه المُعتَاد. وقد تتركُ الفيضانات وراءها أضراراً جسيمةً في المُمتلكات وأحياناً في الأرواح لو لم يتمَّ الاحترازُ منها بالطّرق المُناسبة واتّخاذ الإجراءات لحماية السُكّان منها.[١] تُوجد أسبابٌ مُختلفة قد تنتج عنها الفيضانات، ومن أهمّها الزّيادة الكبيرة في مُعدّل تساقط الأمطار على منطقة مُعيّنة، حيث يكون مُعدّل الهُطول أكبر من العادة لفترةٍ زمنيّة قصيرة، أو بسبب ذوبان كميّات كبيرة من الثّلوج بمُعدّلٍ أسرع من العادة، ممّا يسمحُ بتصريف مياهها، أو حتى بسبب انهيار السّدود أو وقوف الانجرافات الأرضيّة التي تُؤدّي إلى انسداد المجرى النهريّ وحدوث فيضان في منطقة مُعيّنة. وبعض الفيضانات تحدث بشكل سريع ومُفاجِئ، كالسّيول، فقد لا تأخذُ سوى دقائق قليلة قبل وُقوعها دُون وجود أي علامات واضحةٍ مُسبقاً عليها، ومن الممكن أن تحدث أيضاً تدريجيّاً؛ إذ من المُمكن أن يستغرق حدوث الفيضان أيّاماً أو حتى شهوراً. تُعتَبر المناطق المُنخفضة أكثر عُرضةً لحدوث الفيضانات؛ وذلك بسبب التدفُّق الطبيعيّ للماء نحوها من المُرتفعات.[٢] ما الذي يُسبّب الفياضانات من أهمّ أسباب وُقوع الفيضانات ما يَأتي:[٣] الأمطار: هطول الأمطار بشكلٍ غزير في فترة زمنيّة قصيرة قد يُؤدّي إلى حدوث فيضان؛ إذ قد يتجاوزُ منسوب المطر قُدرة أنظمة التّصريف على حمل المياه بعيداً عن الشّوارع والمدن، وفي أحيان أُخرى يُمكن أن يُؤدّي هطول أمطار خفيفة أو متوسّطة بشكل مُتواصل لعدّة أيّام أو أسابيع إلى وُقوع نفس النّتيجة. فيضان النّهر: ويحدثُ عند زيادة منسوب المياه بحيث تفيض نحو مناطق اليابسة على ضِفَّتَي النّهر. يحدث هذا النّوعُ من الفيضانات عندما تتراكمُ المياه أكثر من المُعتاد في أعلى مجرى النّهر (منبعه)، وبما أنّ المياه تجري للأسفل -باتّجاه المَصبّ الذي يكون أكثر انخفاضاً- فإنّها تندفعُ على نحوٍ مُفاجئ بكميّة ضخمة، فيرتفع منسوب النّهر عن المِقدار الطبيعيّ ويحدث الفيضان. رياح قويّة في المناطق الساحليّة: قد تحملُ الرّياح القويّة العاتية والأعاصير مياه البحر باتّجاه الأراضي الساحليّة الجافّة، ممّا قد يُؤدّي إلى حدوث الفيضانات. في بعض الأحيان قد تحمل الرّياح معها مياه الأمطار أيضاً، ممّا يُسبّب فياضانات قويّة، وفي أحيان أُخرى تفيض مياه البحر على المناطق الساحليّة بسبب ظاهرة التّسونامي. انهيار السّدود: السدّ هو كتلة إسمنتيّة شيّدها الإنسان لكي تكبح تدفُّق الماء من المناطق المرتفعة، وفي بعض الأحيان يكبح السدّ كميّات كبيرة من المياه، والتي تكون مُتدفّقة بسُرعة كبيرة جداً من المُرتفعات، بحيث تفوق قدرة السدّ الاستيعابيّة والتحمليّة، ممّا يُؤدّي إلى انهيار السدّ وحدوث فيضان في المناطق المُحيطة به. من المُمكن أن يتمّ التخلّص من المياه الزّائدة عن قدرة السدّ عن قصدٍ وتخطيطٍ لمنع انهياره، وهذا أيضاً قد يؤدي إلى حدوث فيضانات، ولكنَّها تكونُ أقلّ كارثيّة من فيضانات انهيار السدّ كاملاً. ذوبان الثّلوج والجليد: في العديد من المناطق الباردة تكونُ الثّلوج غزيرة خلال فصل الشّتاء، ولذا فإنّها تتراكمُ بكميّات كبيرة، وقد تبقى الكثيرُ منها صامدة بعد حُلول الصّيف، كما أنَّ بعض قمم الجِبال تُغطّيها الثّلوج بصفةٍ دائمة، لكن أحياناً ترتفع درجة الحرارة بشكل مُفاجِئ نتيجة التقلُّبات الجويّة، ممّا يُؤدّي إلى ذوبان الثّلوج وتحوّلها إلى تيّاراتٍ مائيّة هائلة، أو تساقطُها وانجرافها وهي لا تزالُ في الحالة الصُّلبة، ومن ثمَّ تتدفَّقُ نزولاً باتّجاه الأماكن التي تكون بالعادة جافّة، ويُطلَق على هذه الظّاهرة طوفان الثّلوج. أنواعُ الفياضانات الفيضانات الخاطفة (الطّوفان المُفاجئ): يحدث هذا النّوع من الفيضانات بشكل مُفاجِئ جداً؛ فهو يقع خلال ساعتين إلى ستّ ساعات، ومن المُمكن أن يأخذ دقائقَ مَعدودة فحسب. تحدث هذه الفياضانات عادةً بسبب الأمطار الغزيرة، أو انهيار السّدود، أو ذوبان الثّلوج. الفيضان المُفاجئِ هو أكثر الأنواع ضرراً بالإنسان، وذلك لأنّه يَحدث دون سابق إنذار، فلا يُعطي فرصة للنّاس للاستعداد أو التّهيّؤ لمواجهته ولتخفيف أضراره، وتكون آثاره عادةً كارثيّة وسريعة ومُدمرّة.[٤] الفيضانات البطيئة: يقعُ هذا النّوع من الفياضانات في بعض المناطق كلّ سنة تقريباً، إذ يتصاعدُ أثره بصُورة تدريجيّة، وقد يحتاج لأيام وأحياناً لأسابيع، ممّا يُعطي النّاس بعض الوقت للانتقال للمناطق الأكثر ارتفاعاً. وإذا حدثت خسائر بالأرواح أثناء هذا الفيضان فإنّها تكونُ بسبب الأمراض أو المجاعات، فهي لا تكون وفياتٍ مُباشرة.[٤] الفياضانات السريعة: تحدث الفيضانات السّريعة في فترة زمنيّة قصيرة، لكنّها ليست بسُرعة الفيضانات الخاطفة، وبالتّالي فهي تُعطي النّاس فرصة للنّجاة بأنفسهم والفرار من منطقة الفيضان، لكن ليس أكثر من ذلك، إذ لا يتوافرَ الوقت لوضعِ خطّة وقائيّة للحد من آثار الفيضان. يمكن لهذه الفيضانات أن تكون أكثر تخريباً وتدميراً من النّاحية الماديّة، وقد تُشكِّل خطراً على الأرواح وعلى المُمتلكات، وهذا لنقص الوقت المُتاح لاتّخاذ الإجراءات الوقائيّة ولسُرعة تدفّق المياه، إلا أنَّها ليست خطرة بقدر الفيضانات الخاطفة. تستمرُّ هذه الفياضانات ليوم أو يومين.[٥] المناطق الأكثر عُرضْة للفياضانات بشكلٍ عام فإنّ السّلوك الطبيعيّ للمياه هو أنّها تنتقلُ من الأرض المُرتفعة إلى السّهول أو الأودية المُنحدرات الأكثر انخفاضاً، وهذا يعني أنّ المناطق المُنخفضة المُحاطة بالمرتفعات تكونُ دائماً مُعرّضة للفيضانات بدرجةٍ أو بأُخرى. إضافة إلى ذلك، فإنّ تساقط الأمطار بصُورة كثيفة على أيّ بُقعة من اليابسة يجعلها مُعرّضة للفيضانات، ففي أيّ وقت تزدادُ فيه كميات الأمطار عن ما تستطيعُ التّربة امتصاصه، فإنّ احتماليّة وقوع الفيضان سيُصبح وارداً.[٦] ولزيادة المُشكلة سوءاً فإنّ الكثير من المُدُن تكون أحياؤها مبنيّةً بطريقةٍ عشوائيّةٍ، إذ من المُمكن أن تقبع البنايات على مجاري تصريف المياه فتسدَّ طريقها، كما قد يكونُ نظام الصّرف الصحيّ في بعض المناطق سيئاً جداً ومُختنقاً من كثرة المياه التي يتلّقاها فوقَ طاقته، وعندها وفي حال تساقط الأمطار فإنّ المياه سوف تجد المياه طريقاً آخر بديلاً لها إذا كان الطّريق أمامها مسدوداً، ممّا يُؤدّي إلى حدوث فيضان في مناطق لا يمكن توقعها أو الاحترازُ من وُصول الماء إليها.[٦] الآثار التي تُسبّبها الفياضانات قد تكون الآثار النّاجمة عن الفياضانات خطرةً جدّاً؛ فمثلاً يكفي أن يبلغَ ارتفاع المياه سريعة الجريان 15 سنتيمتراً لتكون قادرةً على إيقاع الإنسان البالغ أرضاً. وقد تُحدث مياه الفيضان أضراراً جسيمةً في وسائل النّقل العام والخاصّ، وذلك من خلال قطع الطّرق وخطوط السكك الحديدية، كما أنّها تُسبّب ضرراً في وسائل الاتّصالات، كأن تُتلف خطوط الهاتف على سبيل المثال.[٧] تُعطّل الفيضانات شبكات الصّرف الصحيّ الاعتيادية في المدن، وتَسرُّبُ مياه الصّرف الصحيّ أثناء الفيضان هو أمرٌ شائع، وقد يُؤدّي ذلك إلى أضرارٍ صحيّة شديدة بسبب انتشار المياه المُلوّثة والمليئة بالجراثيم في أنحاء المدن، ومن ثمَّ تتفشَّى الأمراضُ والحساسيّة بين السُكّان، فضلاً عن تسبُّبها بتلف المواد حتّى بعد فترة طويلة من وقوع الفيضان.[٧] وفي عام 2011 ضربت أمواج تسونامي عملاقة سواحل اليابان، وفاضت مياه البحر على بعض المدن الساحليّة، وأدّى الفيضانُ إلى تسرُّبٍ كارثيّ في محطة فوكوشيما للطّاقة النوويّة وانتشار الإشعاعات من حولها، وتخشى السّلطات اليابانيَّة أنّ مستويات الإشعاع في فوكوشيما أصبحت أعلى بـ18 مرّة من المُعتاد، وتلكَ إحدى الآثار الكارثيّة المُتطرّفة للفيضانات.[٨] تتسبَّبُ الفيضانات في توزيع كميّات كبيرة من المياه والرّواسب العالقة فيها على مساحات شاسعة، ممّا يُؤدّي إلى تغيُّر تكوين العناصر الغذائيّة القيِّمة في تربة الأراضي الزراعيّة، وفي المقابل، يمكن أن تتآكل التّربة بنسبةٍ ضخمة لأنَّ مياه الفيضان السّريعة سوف تحمُلها معها، وكذلك تتدمَّرُ المحاصيل والأراضي والمباني الزراعيّة، بالإضافة إلى غرق الحيوانات من مواشٍ ودواجن. وبالتّالي لا يقتصرُ أثر الفيضانات الشديدة على خراب المنازل والأبنية والمُمتلكات الشخصيّة، ولكن على الأراضي الطبيعيّة أيضاً؛ فالبيئة والحياة البريّة هي عرضة للخطر كذلك، حيثُ تتسبَّب الفيضانات في إطلاق المواد السامّة المُخزّنة في مُنشآت الإنسان، مثل الدّهانات والمُبيدات الحشريّة والبنزين وما سواها، ممّا يُضرّ بالطّبيعة كثيراً. والفيضاناتُ لا تُؤدّي فقط إلى عرقلة حياة الكثير من النّاس، ولكن في كثير من الأحيان تخلق المآسي والوفيات وخسائر المُمتلكات.[٧] طرق منع حدوث فيضان لا يستطيع الإنسان أن يوقف الأمطار من السّقوط، أو أن يمنع المياه من أن تطفح على ضفاف الأنهار، فهذه ظواهر طبيعيّة، ولكن تُوجد العديد من الإجراءات التي يُمكن اتّخاذها لتخفيف آثار هذه الظّواهر:[٩] جدران الحماية البحريّة: بُنِيَت الجدران البحريّة وبوّابات المدّ والجزر في بعض المناطق لكي تصدّ الأمواج وارتفاع منسوب المياه، وبالتّالي تمنع وصول المياه للشّواطئ عندما تفيضُ عن منسوبها العادي. وفي مناطق أُخرى تُستخدَمُ أكياس الرّمل بعد تجميعها ورصِّها في مناطقَ استراتيجيّةٍ لمنع حدوث الفياضانات.[٩] وبعد التّسونامي الأخير الذي ضرب شواطئ اليابان عام 2011 قرّرت حكومة اليابان أن تُشيّد سلسلة جدران بحريّة إسمنتية تمتدّ على مسافة نحو 400 كيلومتر، وستكونُ بارتفاعٍ يُعادل خمس طبقات سكنيّة في بعض المناطق، وذلك لدرء الكوارث المُستقبليّة من أمواج تسونامي على السّاحل الشماليّ الشرقيّ للبلاد.[١٠] تجميع المياه: في بعض المناطق يتمّ تشييد جدران استناديّة، أو بُحيرات صناعيّة، أو سدود، أو خزّانات مائيّة، أو أحواض، وذلك لتجميع مياه الأمطار وتجنُّب تراكُمها بكميّة كافية لتدفُّقها على سطح الأرض.[٩] التّخطيط العمرانيّ: من المُهمّ أن تحصلَ شركات البناء على تصاريحَ قبل تشييد الأبنية الجديدة، وذلك لضمان أنّ ممرّات التّصريف المائيّة لن تُسَدّ بسبب أبنيتهم. أيضاً، يجبُ أن تُغطَّى شبكات الصّرف الصحيّ وتبقى خالية من أيّ عوائق قد تسدّها أو تُعيق عملها. وبهذه الطّريقة يمكن للماء الجريان بسرعة من خلالها عندَ هُطول المطر، فتتقلَّصُ فرص حدوث فيضاناتٍ في المدن.[٩] الحياة النباتيّة: الأشجار والشُّجيرات والحشائش تُساعد على حماية الأرض من التّعرية عندما يتدفَّقُ الماء فوقها بسُرعة، فهي تمنع الأتربة من الانجراف معه، ولذا يجبُ تشجيع سُكَّان المناطق المُنخفضة على زرع الكثير من الأشجار للمُساعدة في كسر قوّة تحريك مياه الفيضانات والحفاظ على سلامة التّربة.[٩] التّوعية: تنسدُّ شبكات الصّرف الصحيّ في العديد من البلدان النّامية بسبب إلقاء القمامة فيها؛ وذلك لأنَّ النّاس قليلو المعرفة بالآثار النّاتجة عن سُلوكيَّاتهم هذه عند هُطول الأمطار. وعندما تُمطر السّماءُ تكون الممرّات المائيّة والقنوات مَسدودةً بقطعٍ ضخمةٍ من القمامة والأنقاض، فتمتلئُ بسرعة، ويجدُ الماء طريقه إلى الشّوارع وبيوت النّاس. ولذا فإنَّ التّوعية مُهمّة جداً، ولا بُدَّ للإعلام من تحذير النّاس من مخاطر الفيضانات وما يُمكن القيام به للحدّ من تأثيرها.[٩] أحواض تجميع المياه: هي خزّانات صغيرة مَبنيّة ومُرتبطة المجاري المائيّة، وهي تُوفّر مواقع تخزين مَؤقّتة لمياه السّيول، وهذا يعني أنَّه عند وقوع الفيضانات سوف يتجمَّعُ الماء في الأحواض لفترةٍ من الزّمن، ممَّا يمنحُ السُكّان المزيد من الوقت لإخلاء منازلهم وأغراضهم.
الماء الماء مركّب كيميائي يتكوّن من عنصريّ الأكسجين والهيدروجين، وهو سائل لا طعم له أو رائحة، ويُعدّ من أكثر الموادّ أهمّيةً ووفرة، ويتميّز بأنّه مذيب متعدّد وضروري في العمليات البيولوجية لمختلف الكائنات الحيّة، إذ يوجد في الدم والعصارات الهضميّة، والجدير بالذكر أنّ الماء ليس عديم اللون كما يبدو في كميات صغيرة، بل يحمل اللون الأزرق نتيجةً لامتصاصه الضوء عند الأطوال الموجيّة الحمراء، كما يُعتقد أنّ الحياة قد بدأت في المحاليل المائية في المحيطات،[١] ويُشار إلى أنّ الأجزاء الرئيسيّة لنظام المناخ الأرضي جميعها ترتبط معاً عبر حالات الماء الفيزيائية الثلاث، بدءاً من المحيطات والنباتات والأنهار الجيلدية، وانتهاءً بتشكُّل السُحب والهواء.[٢] حالات الماء يتميّز الماء بوجوده في حالات المادة الثلاثة في الظروف الطبيعية كما يأتي:[٣] الحالة الصلبة (الجليد): يتحوّل الماء إلى الحالة الصلبة عندما يتعرّض لدرجة حرارة أقل من صفر درجة مئوية، حيث تتراكم جزيئات الجليد بطريقة تمنعه من تغيير شكله، حيث تتصل جزيئاته مع بعضها بواسطة روابط هيدروجينية مُشكّلةً شبكةً بلورية، وتحتوي بلورات الماء على تجاويف تجعل الجليد أقل كثافةً من الماء في حالته السائلة فيطفو الجليد فوق الماء السائل. الحالة السائلة: عندما يكون الماء في حالته السائلة تكون قوى الجذب بين جزيئاته أضعف ممّا هي عليه في حالته الصلبة، فيُمكّنها ذلك من الحركة والانزلاق، وعليه يتشكّل الماء حسب الوعاء الذي يوضع فيه، كما تكون كثافته أعلى منها في حالته الصلبة؛ لأنّ الجزيئات في حالة الجليد تكون أكثر تباعداً. الحالة الغازيّة (بخار الماء): يتحوّل الماء إلى الحالة الغازيّة عند وصوله لنقطة الغليان، أيّ 100 درجة مئويّة، فتنفصل جزيئات الماء عن بعضها البعض وتزداد سرعة حركتها، والجدير بالذكر أنّ بخار الماء غاز غير مرئي بالعين المجرّدة، ويُمكن رؤيته فقط عبر أجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، وعليه لا يُعدّ ما ينبعث من تسخين الماء بخار ماء، بل هي قطرات ماء صغيرة جداً مُعلّقة في الهواء. مصادر الماء هناك 3 مصادر رئيسية للماء وهي كالآتي:[٤] المياه السطحيّة: تشمل المياه السطحية الأنهار، والجداول، والبرك، والبحيرات، وغيرها، وتعتمدُ بشكل أساسيّ على معدّلات هطول الأمطار التي تختلف باختلاف السنوات والمواسم ما بين جافّةٍ ورطبة، وتُحلّ تلك المشكلة بعدّة طرق أهمّها بناء السدود لتخزين الماء فيها. المياه الجوفيّة: توجد المياه الجوفيّة في طبقة تحت سطح الأرض تتكوّن من الصخور النفاذية المشبعة بالماء، ويختلف منسوب الماء في خزان المياه الجوفية باختلاف المواسم والسنوات لاختلاف كمية الماء الداخلة والخارجة، ويتم تعويض نقصه بالتسرُّب المباشر لماء الأمطار والجداول إلى منسوب المياه الجوفية، أمّا عمق الماء الجوفي فيختلف وفقاً لموقعه، حيث يقل في المناطق الرطبة وبالقرب من المسطحات المائية فيتواجد بالقرب من سطح الأرض، بينما يزداد في المناطق الجافة حيث يصل إلى مئات الأمتار، والجدير بالذكر أنّ الماء يرجع إلى سطح الأرض عبر الينابيع الطبيعية أو حفر الآبار. مياه الأمطار: تُعدّ مياه الأمطار مصدراً مهمّاً للماء على الرغم من عدم استغلالها بشكل كبير، حيث يتمّ جمعها من الأسطح وتخزينها للاستفادة منها في أغراض متعددة عند الحاجة. دورة الماء في الطبيعة تُمثّل دورة الماء في الطبيعة المراحل التي يمرّ بها الماء بدءاً من وجوده على سطح الأرض، فانتقاله إلى الغلاف الجوي، ثمّ عودته إلى سطح الأرض مجدّداً، وهكذا دواليك، وتُعدّ دورة الماء إحدى العوامل الرئيسية التي تُؤثّر على أنماط الطقس والنظم البيئيّة،[٥] حيث إنّها تنقل عناصر مهمّة من النظام البيئي البرّي إلى النظام البيئي المائي أو العكس خلال عمليتيّ الهطول والجريان السطحي؛ كالكربون، والنيتروجين، والفسفور، والكبريت.[٦] لا توجد نقطة انطلاقٍ محددة لدورة الماء، ولكن يُمكن شرحها بدءاً من المحيطات، لاحتوائها على النسبة الأكبر من الماء على الأرض، حيث تُسخّنها الحرارة المُنبعثة من الشمس فيتبخّر الماء ويصعد إلى طبقات الجوّ العليا يُرافقه ماء النتح المُنبعث من التربة والنباتات، بالإضافة إلى بخار الماء الناتج عن تسامي الجليد والثلج، وتؤدّي درجات الحرارة المنخفضة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي إلى تكاثف البخار وتكوين السحب، ثمّ تتحرّك هذه السحب وتتصادم جزيئاتها ويكبُر حجمها لتعود مجدداً إلى سطح الأرض على شكل هطول أمطار وثلوج.[٧] يتّجه معظم الهطول المطريّ إلى المحيطات أو اليابسة نتيجةً لقوة الجاذبية الأرضية، فتتشكّل جريانات سطحية ينتهي بها الأمر في الأنهار التي تتدفّق مياهها نحو المحيطات لتبدأ دورة الماء مجدّداً، ولا يُشترط عودة كلّ الماء إلى المحيطات، إذ يتحوّل بعض الماء إلى برك عذبة، بينما يتسرّب بعضه مُشكّلاً المياه الجوفيّة التي قد تبقى تحت سطح الأرض لفترات طويلة، أو قد تصعد مجدّداً إلى سطح الأرض عبر الينابيع.
التدخين.
تعريف التدخين
التدخين هو قيام المدخن بإدخال الدخان إلى الفم ومن ثم إلى الشعب الهوائية، ومن ثم إلى الرئتين، ويحصل المدخن على هذا الدخان من الأرجيلة والسيجار، والسيجارة أيضاً، وأيضاً من خلال الغليون المائي، والدخان يحتوي على مجموعة كبيرة من المواد السامة لجسم الإنسان ومن هذه المواد، غاز أول أوكسيد الكربون، النيكوتين وهو من من المواد السامة بشكل كبير للإنسان، وعنصر الرصاص الثقيل، ومادة القطران حيث إنّ هذه المادة هي المسبب الرئيسي لاصفرار الأسنان، وعنصر البلونيوم وهذا العنصر يتراكم في الرئتين ويعمل على إتلافهما، ومادة الزرنيج وهذه المادة سامة وتستخدم في القضاء على الحشرات، وأيضاً الكحول حيث يضيفها مصنعو الدخان لإضافة المذاق الطيب إلى الدخان، وأيضاً لإضفاء الرطوبة عليه.
تاريخ التدخين
أوّل ظهور للسجائر كان عام ألف وأربعمئة واثنين وتسعين، حيث اكتشف البحارة الإسبان القارة الأمريكية، ورأوا هناك شجرة التبغ، بينما ظهرت السجائر في الدول العربية في سنة الألف من الهجرة النبوية، والذين أدخلوا السجائر إلى البلاد الإسلامية هم النصارى، وكان التدخين في هذه الأوقات دليل على الرقي والغنى.
أسباب التدخين
الضيق الناتج عن البطالة التي تواجه قسماً كبير من الشباب، وبالتالي يهرعون إلى التدخين.
عدم الاستقرار العائلي.
التقليد الأعمى للوالد والأقران.
إعطاء الأطفال والمراهقين بعض الأموال، وعدم سؤالهم عن كيفية صرفهم لهذه النقود، أي قلّة رقابة الوالدين على أبنائهم.
البيئة المدرسية السيئة كتدخين المعلم أمام التلاميذ.
ويجدر الانتباه إلى أنّ تلك ليست مبرّرات لكي يقحم المدخن صحته في هذه الحالة السيئة.
أضرار التدخين
يرفع من نسبة الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الرئة، وسرطان اللسان والمريء والمعدة، والبنكرياس والإثني عشر.
يسبب العديد من المشاكل في الجهاز الهضمي، منها فقدان التذوّق بالشكل الصحيح، وقرحة المعدة، وأيضاً عسر الهضم.
تدخين المرأة الحامل أو تعرّضها للدخان السلبي يزيد من احتمالة الولادة المبكّرة، وذلك لأنّ مواد التدخين تعمل على فصل المشمية عن جدار الرحم، كما أنّ أوّل أوكسيد الكربون والنيكوتين إلى منع وصول الأوكسجين والغذاء إلى الجنين بالشكل المطلوب، وكما أنّ موادّ التدخين ترفع من نسبة الإجهاض.
يقرب من مرحلة الشيخوخة حيث إنّه يزيد من أعداد التجاعيد والخيوط الرفيعة على البشرة.
يقلل من قدرات الدخن الجنسية، كما أنّه يسبّب العقم.
يسبّب رائحة كريهة للفم، ويغيّر من لون اللثة والشفتين، ويضعف الأسنان وبالتالي تسقط.
يلوّث الهواء وذلك بسبب الدخان المنبعث منه، كما أنّه يلوّث جمال ونظافة البيئة، عند رمي المدخّنين أعقاب السيجارة من السيارة.
يسبّب السعال الشديد للأفراد كما أنّه يؤخّر من شفائهم من نزلات البرد والإنفلونزا.
في التدخين صرف للأموال بلا وجه شرعي.